آخر المقالات

الاثنين، 25 يونيو 2007

مذكرات أيوب خان

2 /2 مذكرات أيوب خان


صراحة في النقد حتي التجريح ولغة جامحة كنت أود أن يوقف أحد ما بوتو عند حده. زعم انه هندي وتجسس علي وفود الأمم المتحدة لصالح سي آي ايه.

قال انه توسط في زفاف الامير حسن. وان عبد الناصر كذب علي الملك حسين. فيما هدد الشاه باحتلال البحرين .




يواصل خان الحديث عن مغامرات يحيي فحين افتتح بيته الجديد في بيشاور في ص 493:
... وقد نظمت حفلة رقص للرجال والنساء وشرب الخمر، وقد أحاط بالبيت 300 من أفراد القوة الأمنية، أجلس يحيي خان اثنتين من النسوة علي ركبهن وأخذ الجنرال حميد خان أخري، وخافت الشرطة من أن يكون الرئيس أراد أن يقتلهما.يقول في ص 500:
قرأت فقرة كتبها أحد الدبلوماسيين وقد أحرجتني كثيراً وهي أن باكستان تغرق مثل الكلب، كما أن مقالاً نشر في نيوزويك يفضح يحيي خان، وأن لديه العشرات من الخليلات ولهن نفوذ، ولا أدري ما الذي أحرجه، هل تعيينه يحيي خان أم ما يفعله ؟!! .
وفي آخر عهد يحيي يكتب المؤلف عن تنامي الشعور المناوئ له يقول في ص 513:
قيل لي إن يحيي خان كان يقيم في القصر الرئاسي وفي القريب العاجل سيتم نقله إلي بيته في لالازار، من الصعب عليه أن يعيش في باكستان لأن الشعور المناوئ له يزداد كل يوم خاصة لدي أقرباء السجناء في الهند .وبعد إعلان انفصال بنغلاديش يتذكر المؤلف مسلسل الإهانات ليحيي فيقول في ص 514:
سمعت في الراديو أن يحيي خان والجنرال حميد تم وضعهما تحت الإقامة الجبرية، كنت أود أن يوقف أحد ما بوتو عند حده، فهو يتلاعب بالناس.. تم إطلاق سراح مجيب الرحمن، وسافر إلي لندن، حيث استقبل استقبال الأبطال، وبوتو فرح لأنه سيكون حر التصرف، مجيب الرحمن قال في مؤتمر صحافي إنه عمل من أجل الاستقلال وإنه تم اختياره كرئيس لبنغلاديش .
قيل لي إن البعض حاول أن يدخل علي بيت يحيي خان حتي ينقلوه إلي السجن، لو كان هذا صحيحاً فهذا أمر محزن. كما قيل لي إن يحيي خان حاول الانتحار مرتين، ولكن أخاه كان معه وأنقذه، ابنه كان يعمل في شركة البترول الحكومية وتم فصله في اليوم الذي استقال فيه يحيي خان.

عن المعارضة الباكستانية

يخصص المؤلف صفحات كثيرة لمعارضيه السياسيين الباكستانيين، وتحديداً السياسي الصاعد آنئذ ذو الفقار علي بوتو، يقول عنه بأن الشعور بالحرمان وكونه الضحية سيطرا عليه، ولذا فقد تنامي حقده علي كل من كان قريباً من يحيي خان، ووضع معظمهم رهن الإقامة الجبرية، وحسب المذكرات ص 454 فإن بوتو قال ليحيي:
إنه يخشي صنفين من الناس، الأول كمثل الجنرال أيوب خان، والثاني المتحذلق والمتفلسف كمثل الجنرال موسي ، ويتهم المؤلف بوتو بالانتهازية من أجل الوصول إلي السلطة بأي شــــكل، يقول في ص 424 بعد فوزه في الانتخابات:
علي بوتو أن يندهش لفوزه لأنه لم يتوقع منه أن يفي بوعوده التي قطعها للناخبين، والتي يعلم هو انه لن يحققها - علي حسب قول محمود هارون -، كان الأولي بضميره أن يدفعه إلي البقاء في المعارضة، وأن يستمر في عقد المظاهرات، ولكن كونه من السند فلن يستطيع مقاومة طمعه في الحصول علي السلطة ولو بتشكيلها مع مجيب الرحمن .ويمضي المؤلف إلي أن يتهم بوتو بتأجيج الوضع ليبرز كمنقذ في ظل افتقار البلد إلي شخص بمثله في حشد الناس، يقول المؤلف في ص 340:
.... كما قيل لي فإن بوتو كان سعيداً بتدهور الوضع، لأن ذلك سيعمل علي استيلاء الجيش مرة أخري علي السلطة، ومن ثم لن يكون هناك مجال إلا أن يبرز نجم بوتو، هذا الرجل يمتلك شهوة السلطة أكثر من أي شيء آخر، لو يعقل يحيي خان الوضع، لأمكن أن يتحسن الوضع . وصل الأمر بالمؤلف إلي أن يقدح بولاء بوتو إلي باكستان، حسب وثائق وصلت إلي يديه، يقول في ص 69:
وصلتني وثائق تشير إلي أن بوتو كان يزعم حتي عام 1958 أنه هندي، وأنه كان يقيم في كراتشي مؤقتا ، ويمضي المؤلف في ص 99 إلي القول بأن بوتو تجسس علي وفود الأمم المتحدة لصالح المخابرات المركزية الأمريكية، وكان ينقل ما يدور في الجلسات والنقاشات الثنائية والجمعية إلي الأمريكيين .كما يتهمه بكشف أسرار الدولة دون أن يفصح عنها ص 255، ويري المؤلف أن بوتو كان يستغل كل من أمامه للترويج لهدفه وتحقيق مآربه، يضيف في ص 73:
لدي خطاب من حاكم إقليم باكستان الشرقية يشير فيه إلي بوتو وأنشطته، كان بوتو يستغل بعض الطلبة والمحامين واليساريين من أجل الترويج لهدفه، فيما كان هؤلاء الطلبة والمحامون واليساريون يستغلونه كمحور لمقاومة الحكومة، ملاحظتي كانت هي أنه يستغل كل واحد من أجل مصالحه الشخصية، لذا علينا الكشف عنها وفضحه، وأنه فرد لا يوثق به، وأنه انتهازي.

الهند وباكستان والعداوة الأبدية

ينقل المؤلف أيوب خان عن الحكيم الهندي كاتيليا في القرن الثالث الميلادي الذي وضع كتاباً قيّما بعنوان فن السياسة ثماني قواعد في العلاقات الدولية، والتي يري أيوب أن الهند تطبقها: الرغبة في التوسع الجغرافي بحيث ينبغي ألا يتجمد أو يتوقف، والثاني دول الجوار القريبة، ينبغي أن تُعامل كعدو. والثالث: لتكن علاقاتك الجيدة مع الدول المجاورة لجيرانك، والرابع: اعتمد علي النفس والذات حتي مع الدول الصديقة، واستخدم كل الخدع الحربية وأساليب الخدع الديبلوماسية، والخامس: استخدم النار الملتهبة بين المتخاصمين، واستخدم كل الطرق للإبقاء علي وضع شبيه أو قريب من الحرب، والسادس: لإبقاء شعوب الدول مشوشة وغير متوازنة، استخدم الدعاية، وأوجد طابوراً خامساً لك، والسابع: أرش واشتر الأحرار من الناس في الدول الأخري، وشُن حرباً اقتصادية عليهم، والثامن: لا تفكر في السلام إن كان كل العالم يدعوك إلي ذلك .هذه الأسس يبدو أن الهند تطبّقها بحذافيرها مع باكستان ودول العالم التي تتعامل معها، فينقل المؤلف عن الملك ماهندرا في ص 85: قال الملك ماهندرا إن العلاقة السطحية مع الهنود جيدة، وليتم تجاهل العلاقة الباطنية العميقة .
ويضيف أيوب خان في ص 292: من الصعب جداً أن تتعامل مع الهند، فهي لا تتعاون أبداً وتماطل في أمور بديهية.

الهندوسية

ويسخر المؤلف من الديانة الهندية المتضمنة تقديس الحيوانات، يقول في ص 156:
سألني رئيس الوزراء الروسي فيما إذا كان الشعب الباكستاني لا يأكل إلا الخضراوات، قلت له إن الهندوس فقط هم الذين لا يأكلون اللحم، وقلت له إن هناك الملايين من الثعابين مقدسة لديهم، وأكثر من 350 مليون بقرة وغيرها من الحيوانات، في الحقيقة كل شيء هناك يعتبر مقدساً، ويحرّمون أكله علي البشر .ويشكك المؤلف في نية الهند السلام مع باكستان، يقول في ص 75:
كان ردي حين سئلت عن السلام مع الهند، إن الهنود ليس في نيتهم العيش بسلام إلي جانبنا، أتمني أن يكون قد عاد معين الدين من زيارته للهند بفكر واضح، فهو رجل طيب ونواياه طيبة، ولكنه لم يعرف معني الحقائق الواقعية علي الأرض، فالهنود يريدون أن يوصلوا رسالة للعالم بأن الباكستانيين ليسوا عقلاء .وينقل المؤلف كيف أن الهنود سعوا إلي ترويج فكرة إقامة إمبراطورية مغولية، باكستانية ـ صينية لإخافة الغرب، فيقول في ص 95:
الهنود قالوا لجورج وودز إن باكستان وبدعم من الصين تحاول أن تؤسس حكم المغول في الهند. لا يمكن أن يكون هناك أحقر من هذا الكلام، ولكن الحقيقة هي أن الأمريكيين يتأثرون بمثل هذا الكلام.

الطوائف والفرق الباكستانية

قلّما يتحدث المؤلف في كتابه عن الجانب الطائفي نظراً لليبراليته، لكن يشير إلي ذلك في أماكن متفرقة فيقول في ص 115ـ116: الجنرال رفيع رجع من كراتشي الذي شارك في جنازة السيدة فاطمة جناح، قال لي إن صلاة الجنازة التي صلّوها عليها أولاً في منزل الميتة كانت علي الطريقة الشيعية، ثم صلّوا عليها أمام الشعب في ملعب للبولو علي الطريقة الديوبندية السنية، وذلك بعد أن نشب الخلاف فيما إذا كان يجب أن يكون الإمام سنياً أم شيعياً .
ويتحدث المؤلف كيف اتفقت الفرقتان القاديانية والشيعية علي دعم بوتو الشيعي في مواجهة الإمام المودودي يقول في ص 407: القاديانية والشيعة كانوا يدعمون بوتو في مواجهة المودودي ودولتنا واللذين يعتبران من أشد أعدائهم.

عن الشاه

يتحدث المؤلف عن الشاه الإيراني ونظرته الدونية لباكستان فيقول في ص 169:
الشاه الإيراني لا تعجبه سياستنا، وهو يعتقد أن له الحق في أن يقودنا من الأنف . ويستذكر المؤلف ما دار بين ضابط باكستاني وشاب عراقي متدرب في باكستان، حيث أبلغه الشاه عن القصة التي دارت في كلية التدريب الباكستانية ص 293:
الشاه الإيراني قال لي إن ضابطاً باكستانياً سأل متدرباً عراقياً في حضرة إيراني سأله: لماذا لا يطرد العربُ الإيرانيين الحقيرين من البحرين ؟ وأنا عندما تحققت في الأمر وجدت أن الضابط الباكستاني استعمل كلمة الإيرانيين الملعونين بدلاً من الحقيرين، وفي مؤتمر للملاحة الجوية وقفت باكستان إلي جانب العرب ضد إيران، وهذا رفع ضغطي، وأصدرت أوامر إلي كل القادة بالانتباه إلي عدم التعرض لمشاعر الإيرانيين لأنهم سيشكون بنا .يقول أيوب عن مصدر قلق إيران من بلاده في ص 165:
قلت لشاه إيران عبر الجنرال موسي إننا إذا كنا نقيم علاقات مع القوي الكبري فهذا معناه أنه ليس لدينا خيار آخر، فنحن ضحايا موقعنا الجيو سياسي...............يعتقد الشاه اننا نتطلع إلي قيادة العالم الإسلامي، وأننا نعمل ضد مصالحه من خلف الستار .ويشير المؤلف إلي أحد أبعاد هذا الموقع في ص 17:
الرئيس التركي ووزير خارجيته كانا يريدان معرفة فيما إذا كنا سنقف بجانب الغرب إذا ما تم الهجوم علي الشرق الأوسط، كان جوابي: نعم.. ولكن لا يمكننا تجاهل السوفييت والصينيين لأن الأمريكان أصدقاء لا نثق فيهم، الأتراك محظوظون، فلديهم جار واحد فيما نحن فلدينا ثلاثة جيران، كنت أريد أن أعرف رد الأتراك في حال حربنا مع الهند، طلبوا مني مهلة ليفكروا بالأمر، ومن ثم سيناقشون الأمر في اجتماع علي مستوي وزيري خارجية البلدين.ويضيف في ص 211:
الشاه الإيراني أبدي مخاوفه للملك فيصل من الشيوخ العرب، فقد أبلغه بأنه سيحتل البحرين ولو بالقوة،............. الشاه يحركه رئيس الوزراء هويدا، و يلعب في عقله وزير خارجيته الشاب زاهدي، والذي أعتقد أن يحلم أنه يكون خليفة الشاه، المشكلة هي أن إمارات الشيوخ لو طلبت أن تتحد فيما بينها فلا يسعنا رفض ذلك لأن العرب سيلوموننا علي عدم دعم وحدتهم، مما سيؤثر علي عمالنا الذين يعملون في حقول النفط . ويزيد في ص 243:
الشاه الإيراني قلق بشأن علاقتنا مع العرب، وأنه لن يساوم علي قضية احتلال البحرين أو الجزر في مضيق هرمز.

باكستان والعالم العربي

يتحدث أيوب خان عن البعد الاجتماعي في النظرة العربية للباكستانيين فيقول في ص 219:
وزير الخارجية الجديد أرشد حسين شكرني علي تعيينه في منصبه، وقال لي إنه يريد استشارتي بشأن ممثلنا في مجلس الأمن الذي يتحدث نيابة عن العرب، فقلت له: كيف يمكن أن يصب هذا في صالح باكستان ؟ قال لي إن العرب حساسون جداً بخصوص المسلمين الأعاجم، فهم يتوقعون أن نساندهم دون أن يقدّموا أي مقابل . يضيف أيوب في ص 223 فيقول:
(وزير الخارجية ووكيل وزارة الخارجية أطلعاني علي تقرير تم توجيهه إلي ممثلنا في مجلس الأمن، يطلب منه أن يسلك طريقاً وسطاً في حال تمثيل العرب، فعندما نساند العرب يجب أن نتجنب مواجهة أمريكا . بالطبع هذا لم يمنع المؤلف من مدح العرب في جوانب أخري يقول في ص 181:
حاكم أبو ظبي زار باكستان، دعوته إلي الغداء في منطقة صقّر، هؤلاء العرب البدو طيبون جداً، ويحبون الضيف وكرماء .كما يمتدح الملك فيصل فيقول في ص 336:
السفير السعودي التقي بي وعبّر عن أسفه لتخلي أيوب خان عن الحكومة، شكرته علي مشاعره، وطلبت منه أن يبلغ شكري للملك فيصل الذي اعتبره كمسلم بكل معني الكلمة ورجل دولة . يتحدث في ص 240 عن زواج سيدة باكستانية من الأمير الحسن بن طلال وحضوره لحفل عقد القران فيقول:
في الصباح الباكر زارني عمّ ملك الأردن مع رسالة من الملك، كانت الرسالة تحتوي علي اقتراح يطلب فيه الأخ الأصغر للملك يد الابنة الصغري لشايسته إكرام الله، ويطلب من أيوب خان التوسط، وافقت ودعوت لهما بأن يكونا زواجاً ناجحاً، أنا لا أعرف شيئاً عن البنت، ولكن الرجل فطن وحساس.

1967 حرب

يتحدث أيوب خان بالتفصيل عن حرب عام 1967 وخلافات العرب بين بعضهم البعض، ومشاركة الطيران الباكستاني في المعركة، يتحدث عن حالة الريب والشك بين القيادتين المصرية والسورية التي سادت مواقفهما خلال هزيمة 1967 في ص 110 - 111: السوريون يعتقدون أن المصريين غير مؤهلين للحروب، وأنهم أبناء نعمة . ثم يتابع فيقول في ص 120:
هالني ما سمعته من وزير الخارجية بأن بعض الضباط المصريين كانوا يريدون أن تهزم مصر حتي يعزل عبد الناصر، هل يوجد شيء أحقر من هذا العمل؟ كيف يمكن لبلد أن ينجو إذا كان شعبه هكذا ؟!!).يذكر أيوب شيئاً عن مشاركة الطيران الباكستاني في ص 106: آخر المعلومات من الأردن تشير إلي أن الطيار الباكستاني عزام دمر 3 طائرات إسرائيلية وأعطب أخري، شجاعته بحاجة إلي أن يُفتخر بها، فهو كما قيل لي في حرب عام 1965 دمّر طائرتين هنديتين وحصل علي وسام ستارة جرأت .
يتحدث أيوب أيضاً عن قصف الطيارين الباكستانيين للقصر الرئاسي للكيان الصهيوني، يقول في ص 105 ـ 106:
وصلتنا أنباء من عمان أن الطيارين الاثنين اللذين أرسلا إلي الأردن هما بخير، وقد أنجزا الكثير، أحدهما كان قادراً علي إسقاط طائرة للعدو وتدمير طائرة أخري، فيما يتوقع أن يكون الآخر قد قام بقصف القصر الرئاسي الإسرائيلي رداً علي قصف القصر الملكي للملك حسين... قمنا بإرسال طيارين آخرين إلي الأردن، ولكن أوقفا في جدة بسبب عدم توفر مواصلات لنقلهما إلي الأردن، عندها قال لنا الأردنيون إنهم ليسوا بحاجة إلي طيارين آخرين، وذلك لأنه لم تعد لديهم طائرات.............. المصريون لم تكن لديهم نية للقتال، وسيحتاجون إلي مدة طويلة جداً لكي يعوضوا خسائرهم، بالإضافة إلي الأموال التي أنفقوها وخسروها في الحرب، روسيا لم ترسل الإمدادات المطلوبة، في الحقيقة كان عبد الناصر خائفاً من أن تسقط القاهرة أيضاً .
ويروي المؤلف قصة إسقاط طائرتي الطيارين الباكستانيين من قبل الإسرائيليين، يقول في ص 104:
وقت الغداء أذاعت إذاعة صوت أمريكا أن الطيارين الباكستانيين الاثنين في عمان تم إسقاط طائرتيهما من قبل الإسرائيليين، وتم اعتقالهما، ربما كانا الوحيدين اللذين تم إرسالهما إلي الأردن).
كما يتحدث أيوب عن كذب عبد الناصر علي الملك حسين في الحرب حين يقول في ص 150:
أرسل عبد الناصر إلي الملك حسين تقريراً قال فيه إنهم تمكنوا من إسقاط 300 طائرة إسرائيلية، وإن جيشه كان يقوم بالمهمة وهذا كله كان كذبا ليقول للملك إن هذه كانت فرصة الأردن للهجوم علي إسرائيل .يخلص أيوب من ذلك إلي القول إن الطيارين العرب لم يكونوا علي تدريب جيد، ويتابع في ص 113:
قرأت تقريراً أعده أحد الطيارين الذين شاركوا في الحرب في الأردن والعراق من أن تدريب الطيارين العرب سيء جداً، ولا يتخذون التدابير اللازمة أو الوقائية، في حين ان الإسرائيليين كانوا مهرة وأصحاب خبرة، علي أية حال، فإن شبابنا تمكنوا من تدمير طائرتين إسرائيليتين في داخل إسرائيل .
ويتوقع أيوب منذ تلك الفترة بأن الأردن علي استعداد للاعتراف بإسرائيل أعتقد أن الأردن يمكن أن يعترف بإسرائيل مقابل أن تنسحب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها . يتحدث أيوب بعد هذا عن دور باكستان في تدريب الطيارين العرب، و في عدد من الدول في ص 182 يقول:
تتطلع دولة الإمارات إلي أن تقوم باكستان بإرسال المزيد من الخبراء لإدارة شؤون قواتهم الجوية، أما المشاركة في الحرب فأمر غير ممكن، لأن لدينا مشاكلنا الخاصة مع الهند، ويجب أن نراقبها كل حين، وقد قررنا إرسال نصف دزينة من الطيارين الأكفاء تحت قيادة ضباط كبار من أجل تدريب ضباط هذه الدول في مجال فنون حرب الطائرات لفترة محدودة، حيث سيتمكن بعدها ضباط هذه الدول من تدريب طياريهم بأنفسهم، وهذا ينطبق علي العراق، أما الكويت فمطالبها معقولة، فهي تريد أن يتدرب بعض من الفنيين في باكستان، وهذا أمر ممكن، وإن كان ربما يجرح مشاعر إيران، ولكني سبق وأن تحدثت مع الشاه، كما أن نفوذنا في هذه الدول يجب أن يكون لصالح إيران أيضاً.

دفن الاغا خان

عن علاقة باكستان بالعالم العربي يستذكر قصة شروط حكام سورية لدفن والد الآغا خان مقابل مئة ألف دولار، وهو ما يهاجمه بعنف يقول في ص 167:
قال لي كريم آغا خان إن والده أوصي بدفنه في سورية، ولكن الحكومة السورية والتي هي سنية ترفض دفنه إلا مقابل دفع 100000 دولار، هذه خدعة حقيرة، فعرضت عليه تقديم التسهيلات من قبلي في دفنه بباكستان، نحن سنكون سعداء لمساعدته . يتحدث المؤلف في مذكراته بالتفصيل عن عدم ثقته بالحكام الأفغان المتواطئين مع الهنود كما يقول في ص133:
رئيس الاستخبارات أخبرني أن أفغانستان والهند تعززان قوتهما، هذان هما البلدان اللذان لهما نوايا سيئة تجاهنا) ويضيف في ص 230 أنا لا يدهشني موقــــف الأفغان، فأنا دائماً أردد بأن الأفغان سيحملون في صدورهم الحقد علينا، ولن يترددوا في توجيه ضربة لنا في الظهر متي ما حانت لهم الفرصة، وعلينا أن نكون مستعدين لها في كل وقت، وأي نية طيبة في أن الأفغان لن يخذلونا فهــــذه مجرد أضغاث أحلام . وينقل عن كاتب في ص 253 قوله:
نوايا كابول سيئة تجاهنا، وهذا ما كشفه سوليري في مقال له بأن الأفغان سيوجهون لنا ضربة في الظهر، أعرف شخصياً بعض السفراء الذين كانوا يحاولون التغطية علي النوايا السيئة للأفغان .ثم ينقل عن السفير الباكستاني في كابول يقول في ص 272: سفيرنا في كابول زارنا وأخبرنا أن الأفغان دائماً يقفون مع العدو ضدّنا، مثلما حصل في الأمم المتحدة، أعتقد أنهم يقومون بذلك من أجل إرضاء أسيادهم، واشتكي إلي السفير أن هناك أفرادا في السفارة يعملون علي ذلك منذ 12 ـ 13 سنة، وهم يقفون بجانب الأفغان بسبب المصالح التي يتلقونها، وقال السفير عن الملك إنه مجرم، فقلت له إن هذا أمر معروف، ويدلل أيوب علي ما يكتبه في ص 254 فيقول:
الطائرة التي كانت تحمل مواد الإغاثة لمتضرري الزلزال في إيران تم إجبارها علي الهبوط في مطار قندهار وتوقيفها لساعات عدة، أثار ذلك غضبي وطلبت من وزارة الدفاع إعداد تقرير حول هذه القضية.


منقول من القدس العربي
25.06.2007

ليست هناك تعليقات: