آخر المقالات

السبت، 4 سبتمبر 2010

لغز موت الجنرال الروسي "غرقا" ؟


( الصورة : من موقع القدس العربي)




مجموعة أهم الأحداث : على حسب جريدة القدس العربي ، الصادرة بالعاصمة البريطانية لندن بتاريخ الثاني من الشهر الجاري ، جثة ضابط برتبة جنرال في مصالح الاستخبارات الروسية، عثر عليها متحللة بعد أن لفظها البحر على شاطئ الأبيض المتوسط في إحدى القرى التركية. ويقول المصدر ، هوية الجثة لم يتم التعرف عليها إلا خلال الأسبوع الماضي ، مما يعني أن التحلل كان متقدما.
ربما كان الأمر سيكون عاديا لولا أن الضحية ليست بهذه القيمة الوظيفية و يعتبر الرجل الثاني في وكالة الاستخبارات الروسية الخارجية "جي. أر يو" ( مصلحة أنشئت بعد تفكيك "ك.جي.بي") . أو كما علقت إحدى الصحف الروسية بأن من ينتمون إلى عالم الجوسسة و الاستخبارات من الرتب العالية وبحماية كبيرة موتهم لن تكون أبدا صدفة . حتى لو كانت غرقا في المياه البحار أو حادث مروري ، كما حصل لرجل آخر من نفس الوكالة عام 1992 الذي قتل في ظروف غامضة (بحادث سيارة) .
لذالك موت الجنرال المذكور يطرح علامات استفهام كبيرة وهناك احتمالات مطروحة من خلال إحدى الصحف الروسية : إما الموت غرقا لسبب ما ،قد يكون لعطب حصل في تجهيزات الغوص ، أو عملية تصفية.
في أي موت غامضة أو جريمة قتل وعدم ترك الجاني أي اثر خلفه ، التحقيق ينصب أولا على من المستفيد (أو المستفيدين) من تلك الجريمة المفترضة . فتقوم المصالح الأمنية المكلفة بالتحقيق بعملية مقارنة و تحليل و تستعين بملفات المجرمين المعروفين لديها لمحاولة فك لغز "الجريمة".
نفس المعيار ينطبق على موت الغامض للجنرال المذكور . رغم أن لا يستبعد فرضية الصراع والتنافس بين أجنحة وكالة الاستخبارات الروسية العديدة ، كما تشير صحيفة "الغارديان" البريطانية . أو أن هذا الجنرال كان مكلفا ،عام 2000، الإشراف على الحرب ضد مقاتلي الشيشان والإشراف على عدة اغتيالات لقادتهم  بالخارج ...
إلا أن هناك فرضية أخرى تفرض نفسها بقوة ، ألا و هي أن هذا الجنرال اختفى أثناء قيامه بمهمة لسوريا . وآخر مرة شوهد فيها وهو يزور قاعدة عسكرية على ميناء طرطوس السوري بعد عملية التوسيع لاستقبال أسطول روسيا.
وتقول صحيفة 'وطن' التركية (على حسب المصدر) ، الجنرال اختفى بعد ذهابه لزيارة مسؤولين أمنيين بعد انتهاء عملية التفقد هذه . أضف لذالك ، أن هذا الجنرال له مؤلفات معادية للصهيونية ، كما تؤكد المصادر ، ومن هنا تكون الصورة أكثر وضوح للجهة التي تكون لها مصلحة في "غرق" الجنرال.
من هنا أيضا الأنظار تتجه إلى الجهة المستفيدة والتي لها مصلحة في اختفاء الجنرال "غرقا" . وخاصة إذا تصفحنا أرشيفات ملفات هذه الجهة المثقلة بكذا نوع من العمليات الغامضة . آخرها ( المعلوم) تصفية القيادي في حركة حماس بإحدى العواصم العربية ، ولولا شهادة الكاميرات لكان مصير هذا القيادي مثل مصير الجنرال "الغارق" ، وعملية وفاته تسجل لأسباب "أزمة قلبية" حلت "فجأة" بالضحية وهو يصعد "سلالم الفندق".
أو كما حصل لمرض أبو عمار "الغامض" ، ومن قبله الزعيم جمال عبد الناصر الذي ، على حسب شهادة الأستاذ محمد حسنين هيكل، جمال عبد الناصر استمع بنفسه ، من خلال شريط صوتي التقطته أجهزة المخابرات المصرية، بأن لا بد من الوصول إليه "سما أو مرضا" ، بعد مدة قصيرة مات جمال فجأة...هذا المعلوم ، أم المخفي عن موت الغامض لزعماء عرب آخرين ربما "لغز" موتهم ستلفظه يوما "مياه البحار"...

ليست هناك تعليقات: